خبير الاعشاب والتغذية العلاجية عطار صويلح 00962779839388

الأحد، 31 مايو 2015

التهابُ الجِراب



التهابُ الجِراب هو التهاب يُصيب المحفظة شبه الشَّفافة التي تُحيط بالمِفصَل لحمايته وتسهيل حركته. وقد يحدث هذا الالتهابُ نتيجة التهاب المِفصَل نفسه، أو نتيجة تعرُّضِه لإصابة أو نتيجة عدوى تُصيب المحفظة. يعدُّ التهابُ الجِراب حالةً مؤلمة، وهو يجعل منطقةَ الإصابة حسَّاسة كثيراً، وقد يحدُّ من حركة المَفصِل أيضاً. يمكن أن يحدثَ التهابُ الجِراب في الكتفين أو المرفقين أو الوَرِكين أو الركبتين أو الكاحلين أو في إبهامي القدمين.
والأسبابُ الشائعة لالتهاب الجِراب هي الإصابة وفرط الاستخدام والحمل الزائِد المُتكَرِّر. كما أنَّ هناك أمراضاً يمكن أن تُسبِّبه أيضاً، ومن بينها التهاب الوَتَر. تجري معالجةُ التهاب الجِراب عادةً عن طريق الراحة والتبريد بالجليد وتناول أدوية لتخفيف الألم وتقليل التَّوَرُّم. لكن هناك سبل علاجية أخرى، من بينها الموجاتُ فوق الصوتية والمعالجة الفيزيائية والحُقن الستيرويدية، فضلاً عن الجراحة في بعض الحالات النادرة. إن تمطيط العضلات والمفاصل قبل ممارسة التمارين الرياضية، وكذلك تقوية العضلات والانتباه إلى ضرورة الاستراحة عندَ أداء مهام تتطلَّب تكرار حركات محدَّدة، يمكن أن يفيدَ في الوقاية من التهاب الجِراب. 
مقدِّمة
التهابُ الجِراب مرض شائع يُسبِّب تورُّماً حول العظام والعضلات. وهو غالباً ما يُصيب الكَتِف أو المِرفَق أو الوَرِك أو الرُّكبة. يحدث التهابُ الجِراب عادةً بسبب الإفراط في استخدام المَفصِل أو بسبب إصابة مباشِرة للمِفصَل. كما أنَّ الناسَ الذين يقومون بنشاطات تتطلَّب حركات متكرِّرة أو تُسبِّب ضغطاً على المَفصِل يمكن أن يكونوا أكثرَ تعرُّضاً لخطر الإصابة بالتهاب الجِراب. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم التهاب الجِراب. وهو يتناول الأعراض والأسباب وسُبُل العلاج الممكنة. 
التشريح
في الجسم الكثيرُ من الأجربة المَفصِلية. يحدث التهابُ الجِراب عندما يُصاب أحدُ هذه الأجربة بحالة التهابية. وتقدِّم الشرائح التالية بعض المعلومات عن العِظام والعضلات لمساعدتك على تكوين فهم أفضل لتأثير التهاب الجِراب على الجسم. تساعدنا العظامُ على الوقوف منتصبين. وتساعد العضلات العظام على الحركة. تتَّصل العظام عن طريق المفاصل. ومن المفاصل التي نراها بسهولة: الكتِفان والمرفقان والرَّدفان والمعصَمان والرُّكبتان والكاحِلان. هناك مفاصل أخرى كثيرة تصل بين العظام في أصابع اليدين والقدمين. وهناك أيضاً مفاصل بين الفقرات تسمح للعمود الفقري بالحركة. تكون نهايتا العظمين المتَّصلين في المَفصِل مَكسُوَّتين بمادَّة تُدعى باسم "الغُضروف". إن الغُضروف يمنع الاحتكاك المباشِر بين العظمين عند الحركة. توجد بين الغضروفين في كلِّ مَفصِل وِسادةٌ صغيرة مُغَلَّفة بمادة خاصَّة اسمها "الغِشاءُ الزَّليلي". يُنتِج هذا الغِشاء مادةً سائِلة تساعد على تَزليق المَفصِل. إن وجود الغُضروفين والغشاء الزَّليلي يساعد على تأمين حركة سهلة غير مؤلمة في المَفصِل. الجِرابُ هو مِحفَظَة صغيرة مليئة بالسائِل تعمل بمثابة وسادة بين العظم وما يتَّصل به من أجزاء الجسم المتحركة، كالعضلات أو الأوتار أو الجلد. وتكون الأجربةُ مغلَّفةً بالأغشية الزَّليلية. الأجربةُ المَفصِلية موجودة في مختلف أنحاء الجسم. ويحدث التهابُ الجِراب عندما يتورَّم واحد أو أكثر من هذه الأجربة. 
الأعراض
المقصودُ بالتهاب الجِراب هو أي التهاب أو تورُّم يُصيب الجِراب. ويحدث هذا الالتهابُ في الأنسجة الرخوة المُحيطة بالعضلات والعظام. وغالباً ما يُصيب الكتفين أو المرفقين أو المعصمين أو الركبتين أو الوركين أو الكاحلين. يمكن أن يكونَ الإحساس بالألم والتَّيَبُّس في المَفصِل علامةً تشير إلى التهاب الجِراب. وإذا كان الألمُ يزداد مع الحركة والضغط على المَفصِل، فقد يكون هذا من أعراض الإصابة بالتهاب الجِراب. ومن الممكن أيضاً أن تبدو المنطقةُ المحيطة بالجِراب الملتهِب حمراء اللون ومنتفخة. لابدَّ من استشارة الطبيب إذا ظهر أيضاً:
ألم مفاصل شديد إلى درجة تُعيق الحركة.
ألم يستمر أكثر من أسبوع.
طفح جلدي أو احمرار أو انتفاخ أو كدمة حول المَفصِل.
حُمَّى.

الأسباب
يُعدُّ فرطُ استخدام المَفصِل من الأسباب الرئيسية لالتهاب الجِراب. وقد يحدث فرط الاستخدام عند القيام بعمل يتطلَّب حركات متكرِّرة كثيرة. يمكن أيضاً أن يُؤدِّي رَضٌّ مباشر يصيب المَفصِل إلى حدوث التهاب الجِراب. ومن الأمثلة على هذه الرُّضوض اصطدامُ الرُّكبة بالأرض عند السقوط. يظهر التهابُ الجِراب في الركبة أو في المِرفَق عادةً. إنَّ السجود على الركبتين أو إسناد المرفقين إلى سطح صُلب يمكن أن يكونَ سبباً للإصابة بالتهاب الجِراب. من الممكن أيضاً أن ينتجَ التهاب الجِراب عن:
عدوى.
التهاب المفاصل.
داء النِّقرِس.
أمراض الدَّرَق.
الداء السُّكَّري.
يعدُّ التقدُّمُ في السنِّ سبباً من أسباب الإصابة بالتهاب الجِراب أيضاً. يقوم الإنسان بالكثير من النشاطات الجسدية خلال حياته، وهذه النشاطات تتطلَّب استخدامَ المفاصل. ومع الوقت يمكن لذلك أن يسبِّبَ التهاب الجِراب. 
عواملُ الخطورة
تزداد مخاطرُ الإصابة بالتهاب الجِراب كلَّما ازداد سن الإنسان، حيث تصبح المفاصلُ مجهَدة أكثر مع التقدُّم في السن. وهذا ما يزيد من احتمال ظهور آلام ذات صلة بالمفاصل. ولهذا السبب، فإنَّ السنَّ يعدُّ أحدَ عوامل الخطورة. إن الأشخاص الذين يؤدُّون باستمرار أنواعاً من المهام التي تتطلَّب حركات متكرِّرة يتعرَّضون لاحتمال أكبر للإصابة بالتهاب الجِراب. ومن هؤلاء الناس النجَّارون والبساتنة والموسيقيُّون والرياضيُّون. يمكن اعتبار بعض الأمراض والحالات الطبية من بين عوامل الخطورة من حيث الإصابةُ بالتهاب المفاصل. هناك ارتباط بين الإصابة بالتهاب الجِراب وبين وجود أمراض من قبيل التهاب المفاصل والسُّكَّري والنقرس. 
التشخيص
يبدأ تشخيصُ التهاب الجِراب بالتاريخ الطبي للمريض والفحص الجسدي. يعتمد التشخيصُ الجيِّد على معرفة الطبيب بما يلي:
موضع الألم.
متى بدأ الألم.
ما كان المريض يفعله وقت ظهور الألم.
مدَّة استمرار الألم.
ما الذي يُخفِّف الألم.
ما الذي يزيد الألم.
قد يعمد الطبيبُ إلى اختبار توتير الأنسجة الانتقائي حتى يعرف الوتَر المُصاب. إن لمس مناطق محدَّدة من الوتر يسمح للطبيب بتحديد موضع الالتهاب. كما قد يطلب الطبيبُ أيضاً إجراءَ التصوير بالرنين المغناطيسي للتَّثَبُّت من وجود الالتهاب. إن هذا النوع من التصوير يُبيِّن العظام والأنسجة الرَّخوَة، كالعضلات والأوتار، وما يُغطِّيها، بما في ذلك الجِرابُ أيضاً. حتى يتمكَّن من استبعاد أن تكون العدوى سبباً في التهاب الجِراب، يُمكن أن يقوم الطبيب باستخراج بعض السائل من المنطقة الملتهبة لفحصه في المختبر. 
المعالجة
يستطيع الطبيبُ معالجةَ الأسباب الشائعة المألوفة لالتهاب الجِراب. لكن الحالات المعقَّدة يمكن أن تتطلَّب إحالةً إلى طبيب متخصِّص في الروماتيزم أو في الجراحة العَظمية. تركِّز المعالجةُ على شفاء الجِراب المُصاب. والخطوة الأولى في معالجة التهاب الجِراب هي تخفيف الألم والالتهاب. يجري تخفيفُ الالتهاب والألم عن طريق الراحة والضغط والرفع. ويمكن استخدامُ الأدوية المضادة للالتهاب، ومنها الأسبيرين والنابروكسين والإيبوبروفن. كما يُمكن أيضاً استخدام الثلج في الإصابات الحادَّة. لكنَّ معظم حالات التهاب الجِراب تكون مُزمنة. ولا يكون الثلج مفيداً في هذه الحالات. إذا كان التهابُ الجِراب ناجماً عن إصابة حادَّة، وجرى استخدام الثلج لتخفيف ألمه، فمن الممكن وضع كيس من الثلج على المنطقة المصابة مدة ربع ساعة أو ثلث ساعة فقط، وتُكرَّر العملية كل أربع أو ست ساعات على امتداد خمسة أيام. وقد يوصي الطبيبُ باستخدام الثلج مدةً أطول من ذلك، إضافةً إلى برنامج خاص لتمرين المنطقة المُصابة. قد ينصح الطبيبُ بالحدِّ من مقدار النشاط بالنسبة للمِفصَل المُصاب، وذلك من أجل تسهيل شفائه سريعاً والوقاية من إصابات لاحِقة. في بعض الحالات، يمكن استخدام أدوات وِقاية استخداماً مؤقَّتاً لتخفيف الضغط الواقع على الجِراب الملتهِب. وهذا ما يؤدِّي إلى شِفاءٍ أسرع. ومن أدوات الوقاية مِقوامُ (جهاز تقويم) القَدم من أجل القدم والكاحِل، والدعائم من أجل اليد والركبة. تسمح هذه الوسائلُ باستمرار النشاط الجسدي العام، كالمشي مثلاً. في الحالات الشديدة من التهاب الجِراب، يمكن إعطاء المريض حقنة كورتيكوستيرويدية ضمن المنطقة المحيطة بالجِراب الملتهب. ومع أنَّ الحقن الكورتيكوستيرويدية تعدُّ علاجاً شائعاً، إلاَّ أنَّ استخدامها يجب أن يكون حذراً، لأنَّها يمكن أن تؤدِّي إلى ضعف الوتر أو تمزُّقه. من الممكن أيضاً استخدام ما يُدعى "الإرحال الإيوني" من أجل إعطاء الأدوية الكورتيكوستيرويدية في المنطقة المصابة. تَستخدِم هذه الطريقةُ تيَّاراً كهربائياً يجعل الدواءَ يدخل عبر الجلد مباشرةً إلى المنطقة المُصابة. يمكن أن تجري معالجةُ الحالات الحادَّة من التهاب الجِراب باستخدام الأمواج فوق الصوتية العلاجية أيضاً، حيث تُستخدَم أمواج صوتية لتدليك أنسِجة محدَّدة. تقوم هذه الأمواجُ بتسخين الأنسجة العميقة، وتُحَسِّن جريانَ الدم فيها. في حال عدم التحسُّن خلال مدة تمتدُّ من ستَّة إلى اثني عشر شهراً، فقد يلجأ الطبيبُ إلى الجراحة لإصلاح المنطقة المُصابة وتخفيف الضغط الواقع على الجِراب. إذا كان التهابُ الجِراب ناتجاً عن عدوى فقد يستخدم الطبيب المضادَّات الحيوية. لكن هذا ليس إلاَّ سبيلاً واحداً من سُبُل التعامل مع العدوى، لأنَّ هذه المضادَّات لا تستطيع شفاءَ العدوى الفيروسيَّة. يجب أن يستشير المريض طبيبَه قبل بدء استخدام أي دواء. 
الوقاية
هناك طرقٌ كثيرة للوقاية من الالتهاب أو لتخفيف الألم الناتج عنه. عندَ ممارسة أعمال ونشاطات تتطلَّب جهداً جسدياً، يجب:
التسخين أو التمطيط قبل بدء النشاط.
بدء ممارسة النشاط على نحوٍ بطيء تدريجي.
زيادة الحمل بعد عدَّة جلسات ناجحة من ممارسة النشاط المعني.
استشارة مدرِّب رياضي فيما يخص التمارين الملائمة لتقوية العضلات المحيطة بالمَفصِل الذي يتأثَّر بالنشاط المعني.
عندَ ممارسة النشاطات اليومية:
احرص على الوضعيات الصحيحة، وعلى أن يكون جسمك في حالة ملائمة.
احرص على تخصيص فترات راحة متعدِّدة عند القيام بحركات متكرِّرة.
لا تجلس ساكناً فترةً طويلة من الزمن.
لتخفيف الألم الناتج عن التهاب الجِراب:
استخدم وسائد عندَ الإكثار من الاستناد إلى الركبتين والمرفقين.
احرص على زيادة مساحة سطح الإمساك عند استخدام الأدوات المختلفة وذلك باستخدام القُفازات.
استخدم اليدين معاً عند استخدام أدوات ثقيلة.
إذا كنت ممَّن سبق لهم الإصابة بالتهاب الجِراب، فمن الأفضل أن تستشير الطبيب قبل بدء ممارسة أي نشاط جسدي أو أي نوع جديد من التمارين الرياضية. 
الخلاصة
يُصاب الناسُ بالتهاب الجِراب نتيجة فرط استخدام المَفصِل. ومن الممكن أيضاً أن يحدثَ هذا الالتهاب بسبب رضٍّ أو إصابة. يزداد خطرُ الإصابة بالتهاب الجِراب مع التقدُّم في السن. كما أنَّ القيام بالحركات نفسها على نحوٍ متكرِّر يزيد مخاطر الإصابة أيضاً. إنَّ إحماء الجسم وتمطيطه قبل القيام بنشاط جسدي، واتخاذ وضعية الجسم الصحيحة، واستخدام اليدين معاً لحمل الأدوات والمعدات الثقيلة، أمور تساعد في الوقاية من التهاب الجِراب. إذا كنت ممَّن سبق لهم الإصابة بالتهاب الجِراب، فمن الأفضل أن تستشير الطبيب قبل بدء ممارسة أي نشاط جسدي مرهِق أو أي نوع جديد من التمارين الرياضية.

0 Comments:

تعريب وتطوير ( ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates