خبير الاعشاب والتغذية العلاجية عطار صويلح 00962779839388

الأحد، 31 مايو 2015

مُتلازمةُ التعب المُزمِن




مُتلازمةُ التعب المُزمِن هي اضطرابٌ يسبِّب تعباً شديداً. وهذا التعبُ ليس من نوع الإحساس العادي بالتعب الذي يزول بعد الراحة. إنَّه يستمرُّ زمناً طويلاً ويؤدي إلى الحد من قدرة المريض على أداء نشاطاته اليومية الاعتيادية. تشتمل أعراضُ مُتلازمة التعب المُزمِن على الإحساس المستمر بالتعب مدة ستة أشهر أو أكثر من ذلك؛ وكذلك على معاناة مشكلات أخرى من قبيل ألم العضلات، ومشكلات الذاكرة، والصداع، وألم المفاصل،
ومشكلات النوم، والتهاب الحلق، وإيلام العقد اللمفيَّة. وبما أنَّ هناك أمراضاً أخرى يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض تشبه هذه الأعراض، فإنَّ تشخيصَ مُتلازمة التعب المُزمِن أمرٌ صعب. لا يعرف أحدٌ سببَ مُتلازمة التعب المُزمِن. وهي أكثر شيوعاً لدى النساء في العقدين الخامس والسادس من العمر، لكنها يمكن أن تصيب أي شخص. ومن الممكن أن تستمرَّ هذه المُتلازمة عدة سنوات. لا يوجد علاجٌ يشفي مُتلازمة التعب المُزمِن. ولذلك، فإنَّ المعالجة ترمي إلى تخفيف الأعراض. هناك أدويةٌ يمكن أن تخفِّفَ الألم، أو اضطرابات النوم، أو المشكلات الأخرى. 
مقدِّمة
مُتلازمةُ التعب المُزمِن هي اضطرابٌ يسبب تعباً شديداً مستمراً. ولا يزول هذا التعب بعد الراحة بل يستمر زمناً طويلاً، ويؤدِّي إلى الحد من قدرة المريض على أداء نشاطاته اليومية. لا أحدَ يعرفُ أسباب مُتلازمة التعب المُزمِن. وهي أكثر شيوعاً لدى النساء في العقدين الخامس والسادس من العمر. لكن أي إنسانٍ يمكن أن يصاب بها أيضاً. وبما أنَّ هناك أمراضاً أخرى يمكن أن تسبب الأعراض نفسها، فإنَّ تشخيصَ مُتلازمة التعب المُزمِن أمرٌ صعب. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم مُتلازمة التعب المُزمِن. وهو يتناول أعراضها وأسبابها وتشخيصها ومعالجتها. 
ما هي مُتلازمةُ التعب المُزمن؟
تعدُّ مُتلازمةُ التعب المُزمِن اضطراباً يمكن أن يؤدي إلى نتائج معقدة وسيئة. يشعر المريض المصاب بمُتلازمة التعب المُزمِن بتعبٍ شديدٍ شامل، إضافةً إلى ظهور أعراض كثيرة لا تزول ولا تتراجع عند الراحة. وتعدُّ هذه المُتلازمة مرضاً حقيقياً خطيراً. من الممكن أن تتفاقمَ مُتلازمةُ التعب المُزمِن بعد أي جهدٍ جسدي أو عقلي. وتكون سويةُ أداء المريض ونشاطه عادةً أقلَّ بكثير مما كان قادراً عليه قبل الإصابة بهذه المُتلازمة. يمكن أن تستمرَّ مُتلازمةُ التعب المُزمِن سنواتٍ طويلة في بعض الحالات. وهذا ما يمكن أن يكونَ له أثرٌ سلبيٌّ كبير على نشاطات المريض اليومية وعلى علاقاته. 
الأعراض
إن التعبَ هو العرض الرئيسي في هذا المرض. وهذا ما يشير إليه اسم هذه المُتلازمة. إن التعب الناتج عن مُتلازمة التعب المُزمِن ليس من نوع التعب الذي يشعر به الإنسان بعد يومٍ أو أسبوعٍ مزدحمٍ بالعمل، أو بعد ليلةٍ من غير نوم، أو بعد أحداثٍ تسبِّب الشدة النفسية. ولا يزول هذا التعب بعد الراحة. يستمرُّ التعبُ الناتج عن مُتلازمة التعب المُزمِن زمناً طويلاً، ويؤدي إلى الحد من قدرة المريض على القيام بنشاطاته اليومية. يجب أن يستمر التعب ستة أشهر أو أكثر حتَّى يمكن اعتباره ناتجاً عن مُتلازمة التعب المُزمِن. هناك أعراضٌ أخرى لمُتلازمة التعب المُزمِن. ومنها:
صعوبة التركيز.
الصداع.
مشكلات الذاكرة.
الألم العضلي.
ألمٌ في مفاصل متعدِّدة في الجسم.
مشكلات النوم.
التهاب الحلق.
إيلام العقد اللمفية.
يعاني كثيرٌ من مرضى مُتلازمة التعب المُزمِن عدداً من الأعراض الأخرى. ومن بينها:
الحساسية أو التحسُّس تجاه بعض الأطعمة أو الروائح أو المواد الكيميائية أو الأدوية أو الأصوات.
قشعريرة وتعرُّق ليلي.
تشوُّش الذهن والنسيان.
الاكتئاب وسرعة التهيُّج وتقلبات المِزاج والقلق ونوبات الذُّعر.
الدَّوخة أو مشكلات التوازن أو الإغماء.
الإحساس بالانفصال عن الواقع.
تهيُّج الأمعاء.
الحساسية تجاه الضوء، وتشوُّش الرؤية، وألم العينين.
من المهم أن يستشيرَ المريضُ طبيبَه إذا ظهرت لديه هذه الأعراض. قد يكون المريض مصاباً بمُتلازمة التعب المُزمِن أو بغيرها من الاضطرابات القابلة للمعالجة. 
الأسباب
لا أحد يعرف الأسبابَ المؤدِّية إلى مُتلازمة التعب المُزمِن. ولا يوجد علاجٌ يشفِي من هذه المُتلازمة. من الممكن أن يكونَ لمُتلازمة التعب المُزمِن عددٌ من الأسباب. وقد تكون على صلةٍ بما يلي:
عدوى فيروسية.
اضطرابات مناعية.
اختلالات هرمونية.
مشكلات صحِّية أخرى.
يقوم بعضُ العلماء بدراسة فيروسات يعتقدون أنها يمكن أن تكون سبباً لمُتلازمة التعب المُزمِن، لأنَّ أعراضَ هذه المُتلازمة تظهر لدى بعض المرضى بعد الإصابة ببعض أنواع العدوى الفيروسية. ومن الممكن أن تكونَ الإصابةُ الفيروسية هي ما يُطلِق مُتلازمةَ التعب المُزمِن، إلاَّ أنه لم يجر حتى الآن اكتشافُ صلة مؤكَّدة بين الأمرين. يدرس الباحثون أيضاً أنظمةَ المناعة لدى مرضى مُتلازمة التعب المُزمِن. ولدى بعض هؤلاء المرضى، يبدو أن جهاز المناعة يكون مصاباً ببعض الخلل. لكن، لا تتوفَّر حتى الآن أدلةٌ كافية للقول بأن مُتلازمة التعب المزمن ناتجةٌ عن هذا الخلل في جهاز المناعة. يكون لدى بعض مرضى مُتلازمة التعب المُزمِن مستوياتٌ غير طبيعية من بعض الهرمونات في الدم. ويحاول الباحثون اكتشافَ أيَّة صلة بين اختلال التوازن الهرموني وبين مُتلازمة التعب المُزمِن. لكنَّهم لم يكتشفوا إلى الآن أيَّةَ علاقة مؤكَّدة بين الأمرين. 
التشخيص
بما أنَّ هناك أمراضاً أخرى يمكن أن تسبب أعراضاً مشابهة، فإن تشخيصَ مُتلازمة التعب المُزمِن قد يكون أمراً صعباً. حتَّى يجري تشخيصُ مُتلازمة التعب المُزمِن لدى المريض، فلابد من أن تستمرَّ معاناته من التعب المتواصل الغير مبرر مدة ستة أشهر أو أكثر. ويجب أن يكونَ هذا التعبُ من النوع الذي لا يزول بعد الراحة، كما يجب أن ترافقه أعراضٌ أخرى من بينها أعراضٌ تشبه أعراض الأنفلونزا، إضافةً إلى الألم العام في الجسم، وإلى مشكلاتٍ في الذاكرة أيضاً. لا يمكن تشخيصُ مُتلازمة التعب المُزمِن استناداً إلى فحص الدم أو إلى تصوير الدماغ أو إلى غير ذلك من الفحوصات المختبرية. بدلاً من ذلك، فإنَّ على الطبيب أن يستبعد الأسباب المحتملة الأخرى، وذلك من قبيل اضطرابات النوم والمشكلات الطبية والمشكلات ذات الصلة بالصحة النفسية. يأخذ الطبيبُ التاريخ الطبي التفصيلي للمريض. وبعد ذلك يقوم بإجراء فحص جسدي وعقلي من أجل التشخيص. ومن الممكن أن تكونَ هذه الفحوصات والاختبارات مفيدةً من أجل استبعاد المشكلات الصحية الأخرى التي يمكن أن تكون مسؤولةً عن الأعراض. من الممكن استبعادُ الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض من خلال استخدام عدد من الفحوصات المختبرية. لكن هذه الفحوصات لا تستطيع إعطاءَ إجابةً قاطعة عمَّا إذا كان المريضُ مصاباً بمُتلازمة التعب المُزمِن. لكنها تستطيع المساعدةَ على تحديد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض بحيث يصبح علاجها ممكناً. 
المعالجة
لا توجد معالجةٌ تشفي من مُتلازمة التعب المُزمِن. إن هدف المعالجة في حالة الإصابة بهذه المُتلازمة هو تخفيف الأعراض. وقد تشتمل المعالجةُ على استخدام الأدوية، والمعالجة غير الدوائية، والتمارين الرياضية، أو على مزيجٍ من هذه الأساليب كلها معاً. من الأدوية المستخدمة في معالجة أعراض مُتلازمة التعب المُزمِن:
مضادات الاكتئاب. وهي تجعل التعامل مع المشكلات الناتجة عن مُتلازمة التعب المُزمِن أكثر سهولةً، بالإضافة إلى أنها تستطيع تحسينَ نوم المريض وتقليل الألم.
مُسكِّنات الألم التي تباع من غير وصفةٍ طبية، لأنها تستطيع تخفيفَ الصداع وألم العضلات.
أقراص منومة من أجل مساعدة المريض على نيل قسطٍ أكبر من الراحة في الليل.
إن المعالجة غير الدوائية، أو الاستشارة الطبية النفسية، طريقةٌ أخرى مستخدمةٌ في معالجة مُتلازمة التعب المُزمِن. ومن الممكن أن تكونَ استشارة اختصاصي في هذه المعالجة مفيدةً حتى يتعلم المريض طرقاً للتعامل مع المشكلات الاجتماعية والانفعالية الناتجة عن مُتلازمة التعب المُزمِن. من الممكن أن تكونَ التمارين الرياضية مفيدةً لبعض مرضى مُتلازمة التعب المُزمِن. لابدَّ من استشارة الطبيب من أجل معرفة التمارين التي يمكن أن تساعدَ على تخفيف الأعراض. تشهد أعراضُ مُتلازمة التعب المُزمِن تغيُّراً مع الزمن. ولذلك، لابدَّ من استشارة الطبيب إذا لاحظ المريض تغيراً في الأعراض. وقد يكون من المفيد أن يسجِّلَ المريضُ الأعراضَ التي تظهر لديه بشكلٍ مستمر. وهذا لأن تسجيلها يساعد الطبيب على معرفة كيفية تغيُّرها مع الزمن. من الممكن أن يتعاون الطبيب والمريض معاً من أجل التوصُّل إلى خطة علاجية تستطيع التعاملَ مع الأعراض التي تسبب إزعاجه وإعاقته أكثر من غيرها. 
الخلاصة
مُتلازمةُ التعب المُزمِن اضطرابٌ يؤدي إلى التعب الشديد المستمر. وهذا النوعُ من التعب لا يزول بعد الراحة، لكنه يستمر زمناً طويلاً ويؤدي إلى تقليل قدرة المريض على ممارسة نشاطاته اليومية. لا يعرف أحدٌ سببَ مُتلازمة التعب المُزمِن. وهي أكثر شيوعاً لدى النساء في العقدين الخامس والسادس من العمر. لكن كل إنسانٍ يمكن أن يُصاب بهذه المُتلازمة. وبما أنَّ هناك أمراضاً أخرى يمكن أن تكون لها أعراض تشبه أعراض مُتلازمة التعب المُزمِن، فإنَّ تشخيصَ هذه المُتلازمة أمرٌ صعب. ولابدَّ قبل كل شيء من الاستبعاد الأسباب الأخرى التي يمكن أن تكون مسؤولةً عن الأعراض. لا توجد معالجةٌ تستطيع شفاءَ مُتلازمة التعب المُزمِن. ولذلك، يتركَّز هدفُ المعالجة على تخفيف الأعراض. وقد تشتمل المعالجة على استخدام الأدوية، والمعالجة غير الدوائية، والتمارين الرياضية، أو على مزيج من هذه الأساليب معاً. ويستطيع المريضُ والطبيب أن يعملا معاً من أجل التوصل إلى خطة معالجة تتناول الأعراضَ المسؤولة عن إعاقة المريض وإزعاجه أكثر من غيرها.

0 Comments:

تعريب وتطوير ( ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates